تحميل رواية الظلام يرى PDF – الفت عاطف
لا يولد شيء ليموت. تولد جميع الأشياء لتبقى، ولكننا لا نعلم كيفية بقائها. نحن نحمل بداخلنا جزءًا من أولئك الذين سبقونا، وجزءًا من الناس من حولنا، وجزءًا من الأرض والسماء. عندما نرحل… لا نرحل حقاً. ببعضنا يذهب وبعضنا يبقى في أشياء تنتمي إلى أصحابها الآخرين وأشخاص آخرين. هذا هو قانون البقاء، لا يزول شيء ولا ينشأ من عدم. ولذلك، أصعب ما في القصص هو اختيار بداياتها ونهاياتها. بداية كل قصة هي بداية ألف قصة قادمة، ونهايتها هي نهاية ألف قصة سابقة. من أين يجب أن تبدأ تلك القصة؟ ربما برؤية لسليم لجسد الظلام العاري؟ أو بضياع لبنى في أزقة الماضي وضباب الحاضر مع زوجه؟ ربما بظهور المجذوب، وقصصه العجيبة التي لا تُصدق؟ أو بقصة حسين المجنح ورحلته الطويلة من الجنون؟ هل بدأت القصة في حرب 48؟ أم 67؟ في حروب الإنسان الأولى؟ أم في معركة الإنسان الأخيرة؟ من يعلم؟ ربما كل ذلك… وربما مجرد هُذاء.